Hello world!

Thursday, December 07, 2006

أيها المُفَيْرَسُونَ..أفيقوا



لا أعتقد أن خبر الدراسة التي نشرت عنها جريدة المصريون الالكترونية قد نال ما يستحق من اهتمام وعناية، لاسيما إذا وضعنا في الاعتبار ما نالته تصريحات وزير الثقافة عن الحجاب من أصداء واهتمام شغل الرأي العام عن بكرة أبيه ولا زال، رغم أن حصيلة زوبعة الحجاب لن تتعدى في النهاية غبارا كثيفا يغشي العيون، بينما ما حذرت منه الدراسة موضوع الخبر الذي نشرته المصريون يتعلق مباشرة بحياة أكثر من ربع سكان مصر المحروسة.

يقول الخبر الذي نشرته المصريون أن دراسة حديثة أعدها علماء وأطباء بمراكز بحثية بالجامعات وأكاديمية البحث العلمي كشفت عن أن هناك "أكثر" من عشرون مليون مصري مصاب بمرض التهاب الكبد الوبائي "سي"، وتوقعت الدراسة وفاة خمسة ملايين منهم "على الأقل" خلال العشر سنوات القادمة نتيجة تطور المرض وتحوله إلى سرطان الكبد والفشل الكبدي.

ذات الدراسة تحدثت عن إصابة أكثر من 59% من المصريين بالبلهارسيا خلاف 12 مليون مريض بالسكر وخمسة ملايين مصابون بالفشل الكلوي. كما رشحت الدراسة التي وضعت على مائدة مجلس الوزراء أعداد المصريين المعرضون للإصابة بأمراض الكبد والفشل الكلوي للتزايد بمقدار الضعف بسبب تلوث المياه في المدن واعتماد القرويون على الشرب من المياه الجوفية الملوثة، وبحسبة بسيطة فإن الدراسة تتحدث عن 40 مليون مصري مصاب بالتهاب الكبد الوبائي "سي" وعشرة ملايين مصري مصابون بالفشل الكلوي في المستقبل القريب.

المسألة هي إبادة جماعية دون تزيد أو مبالغة، إبادة جماعية بكل ما تحمل الكلمة من معنى لما يقرب من نصف تعداد الشعب المصري، وإذا أردت أن تقدر قيمة الخسائر التي تتكبدها الأمة من وراء هذا الواقع الرهيب والتي تتراوح بين خسائر في الأرواح بالموت وخسائر بنسب العجز والمرض خلاف تكاليف العلاج والدواء والآثار الاجتماعية والاقتصادية فأظنك لن تختلف معي على أننا أمام قائمة خسائر على كافة المستويات تفوق أي قدرة على الحصر أو الاستيعاب.

ومن المحزن والمبكي حقا أنه أمام كارثة بهذا الحجم وتلك الآثار والتداعيات المنظورة والغير منظورة لا تجد الأمر يحرك على أي مستوى واحد على مئة من الأصداء والآثار التي أحدثتها تصريحات وزير الثقافة عن الحجاب.

مع أن المسألة تجاوزت هنا خلالا في الأولويات، إذ لم يعد الأمر أن قضية مثل الحجاب أصبحت مقدمة ومفروضة على الرأي العام قبل قضية الخطر الذي يتهدد ملايين الأرواح، بل وصلت الكارثة حد أن هذا الخطر الأخير لم يعد له من صدى أو موضع على قائمة القضايا المهمة حتى أنني خلال أسبوع من قراءاتي خبر الدراسة وحتى كتابة هذا المقال لم أجد تعليقا واحدا أو حلقة نقاش عن محتواه، فضلا عن الطمع في إثارته في مجلس الشعب وتحويله إلى لجان تحقيق أو تقصي ولم يستدعي فقد أي من نواب الشعب الوعي وسقوطه مغشيا عليه من حمية وشدة الانفعال ووطء الكارثة، غير أنني لا أريد في هذا المقام أن أعيد كلاما مكررا عن خلل في الأولويات وقصور في الإدراك كما وصفه الأستاذ فهمي هويدي، ولا أريد كذلك أن أستسلم للفكرة السهلة من أننا أمة من السفهاء مختلي الإدراك الذين لا يحركهم فساد الحكم واستبداد الحاكم وتعذيب الناس وقتل الأبرياء وانتهاك الكرامة واحتلال الأرض بينما تحركهم وتستحوذ على اهتمامهم ما تعرفون من قضايا ومشكلات.

ما أريد أن أخلص إليه يمكن أن أعبر عنه في اختبار لبعض الفرضيات، حيث تقول الفرضية الأولى – والمتداولة - أننا أمة تافهة تحسن اختيار القضايا العبثية والفارغة لتلتف حولها وتهتم بها، بينما تتجاهل وتعرض عن القضايا الحقيقية ولا تكترث بها، لكن الفرضية البديلة يمكن التعبير عنها في تساؤلات بسيطة، مثل هل يمكن تصور علاقة ما بين فائض الوقت والطاقة والجهد الذي تم تسريبه في لغط الحجاب وبين ضحالة الوقت والطاقة والجهد الذي تبقى ليستقبل به الرأي العام خبر الدراسة المشئومة عن صحة الشعب المصري؟





وبعبارة أخرى هب أن لغط الحجاب كأن لم يكن، هل كان وقع خبر الدراسة الذي نشرته المصريون ليحصد ذات القدر من الإهمال والتجاهل؟ وإذا فتحنا الإطار الزمني قليلا ورفعنا من سجل قضايا الرأي العام قضايا الحجاب وتولية المرأة منصب القضاء وحق البهائيين في إثبات ديانتهم في أوراقهم الرسمية وإلغاء خانة الديانة من البطاقة الشخصية وتعدي بعض الصحف والكتاب على الصحابة ورواية وليمة لأعشاب البحر والأسطوانات المخلة لرجل الأعمال الشهير، أقول إذا تصورنا أن بمقدورنا أن نحذف هذه القضايا بكل ما لحقها وارتبط بها من وقت وجهد وطاقة وصخب من سجلاتنا هل يكون بمقدورنا أن نتوقع تفاعلا عاما أوسع وأعمق مع قضايا القتل والاحتلال في فلسطين والعراق والتعذيب في أقسام البوليس وتزوير الانتخابات والتأبيد في السلطة ونهب أموال البنوك وبيع أصول الشعب الاقتصادية والتعليم والتوظيف وأخيرا وليس آخرا الصحة التي وصل تدهور أحوالها مرتبة تصل إلى الجريمة كاملة العناصر من حيث التوصيف، ومن حيث الخسائر إلى ما يفوق أي إبادة جماعية لشعب واحد في التاريخ؟!!

وبخلاف تلك الملحوظة الأولى فإنني مهتم أيضا باقتراح فكرة ربما يساعد في مواجهة الكارثة التي كشفت عنها الدراسة، حيث أن مواجهة الأوبئة والأمراض تتم من وجهة نظري عبر ثلاثة محاور متوازية، المحور الأول هو التوعية بمسببات المرض وأسباب العدوى لخلق وعي عام يحد من سبل الانتشار الوبائي الذي تحذر منه الدراسة، والمحور الثاني هو العلاج للمصابين بالمرض في أطواره المختلفة، والمحور الثالث هو وحور تسخير وتكريس جهود البحث العلمي لتنكب على دراسة الأمراض المتفشية في بلادنا على وجه الخصوص لابتكار الأدوية والعلاجات الناجعة لها.

من أسف أننا نفتقد للولاية الرشيدة التي تتولى أمورنا وتعالج مشاكلنا بضمير يقظ ونية صادقة وقلب مخلص وعمل علمي دءوب، حتى بات حالنا كالأيتام بلا عائل ولا سند، وهو ما استرعي انطلاق المبادرات الأهلية والفردية والخاصة للتصدي للكوارث التي لم نجد مسئولا أو حاكما يدفعها عنا. وملاحظتي على المبادرات الأهلية المنصبة على التصدي للأمراض التي تفشت بيننا هو أن جلها إن لم يكن كلها قد صب جهده وتركيزه على المحور الثاني من المحاور المذكورة سابقا، وهو تقدير المساعدة في مجال العلاج، والفكرة التي أود اقتراحها هي أن نطلق مبادرات مماثلة ينصب اهتمامها على أولا توعية الناس بمسببات الأمراض وسبل انتشارها وأسباب الوقاية منها، وعلى ثانيا توفير مصادر الدعم اللازمة لرعاية أبحاث الطب والدواء على أمراض الكبد والكلي والسرطانات التي أخذت في التحول إلى معدلات الأوبئة في بلادنا، في وقت يرتبط تصاعد معدل انتشارها في ظل غياب استراتيجيات التوعية والبحث العلمي مع تصاعد في أشكال من العلاج الاحتيالي والوهمي كما تعرفون.

في النهاية، إن كانت ثمة كلمة أخيرة، فتصوري أنها ستنصب على قرع الأجراس للتنبيه إلى أن أحوالنا يقينا لم تعد تحتمل العبث الذي نمارسه بإهدار وتجاهل قضايانا الحقيقية لحساب لغط وجدل من شأنه أن يفرغ كل رصيد الطاقة والغضب الذي تولده في داخلنا أحولنا المهترئة والمتحللة لتخلفنا بلا عزيمة ولا طاقة نواجه به الكوارث المحدقة المحيطة بنا، وليهدينا في النهاية فريسة سهلة سائغة لحد المعدلات القياسية في خسائر الأرواح والأموال والتدمير الكامل لبنى المجتمع الذي لن يبقى فيه – لو استمر حالنا على ما نحن عليه – بعد عدة عقود صريخ ابن يومين يجادل في حكاية الحجاب..وكل حجاب وأنتم طيبون.

طارق جابر

Friday, December 01, 2006

النسخة اليعقوبيانية التلفزيونية


نداء لالدكتور علاء الاسوانى .......

«عمارة يعقوبيان» أكثر الروايات الأدبية إثارة للجدل في السنوات العشر الأخيرة، تستعد لجولة جديدة، بعد أن وافقت على تحويلها لمسلسل تليفزيوني، وتعاقدت بالفعل مع شركة كنج توت و جار حالياً ترشيح المخرج والأبطال، فيما استقر الأمر عند عاطف بشاي كاتباً للسيناريو وقرات فى جريدة المصري اليوم عن التغيرات التى ستحدث فى السيناريو ليتمشى مغ الرقابة والمعاير التلفزيونية .

وقد احزننى جدا خبر تغير او حذف المناطق المحظورة التي تخوض فيها الرواية، مثل الصحفي الشاذ، وعلاقة بثينة الجنسية بزكي باشا وبصاحب البوتيك، ومغامرات زكي باشا النسائية المرعبة.معالجة هذه الألغام ستكون من خلال استخدام أسلوب «الغمزواللمز» تحويل «حاتم رشيد» من شاذ إلي فاسد وربط هذه الاشخاص ببعضها .

لقد كنت معتزلة القراءه لفترة طويلة لعدم وجود كتاب وروايات جميلة تعبر عن الواقع الجديد الذى نعيشه, لكن عندما قرات رواية "عمارة يعقوبيان " استمتعت جدا باسلوب كتابتها وبالاشخاص وبكل التفاصيل الصغيرة التى تفضلت واشارات اليها باسلوبك السهل الممتنع ,اعاد الى اذهانى بساطة وقوة وعقلانية رويات احسان عبد القدوس وعندما انتهيت من الروايه احساست ان الكاتب قد وضع القلم بعد مشوار طويل مع الاصالة والاتقان داخل دهاليز هذه الرواية بمعنى ادق وابسط ان قوة "عمارة يعقوبيان" ترجع فى انها كما هى" عمارة يعقوبيان" هى كما كتبت كما تشوقنا لقرائتها واى تغير فى سياق القصة او معالم شخصياتها سوف يحولها الى روايه اخرى .

السينما تتشوق دائما لموضوع جاد وتسعى وراء الروايات التى تحقق شهرة , خصوصا ان تحقيق شهرة او انتشار الان لاى رواية يعتبر انجازا عظيما وذلك لاسباب فى غنى عن شرحها, وعلى مر السنين الماضية تحولت كثير من الرويات الى افلام سينمائيه وكالعادة تكون الرواية الاصلية اكثر قوه وتعبيرا عن الفيلم وبالرغم من استمتاعى الشديد بفيلم"عمارة يعقوبيان" والانتاج المبهر واداة جميع الممثلين الرائع وعلى رأسهم الفنان عادل امام و الفنان خالد الصاوى الا ان الرواية الاصلية اكثر امتاعاً واكثر قربا من الواقع ,ربما يرجع ذلك لان الروية تطلق العنان لتخيل القارئ وتسمح له ان يغوص فى الشخصيات ويضع لماساته الخاصه فى الديكورات ويصنع فيلما خاصا به يكون القارئ هو مخرج العمل .

وبما ان السيد بشاي قرر الاستغناء عن صفة الشذوذ الجنسي بالنسبة لحاتم رشيد وتحويله لصحفي فاسد ليتماشي مع جو الفساد الذي يطوق أحداث وشخصيات العمل، وهي صفة مشتركة بينهم جميعاً، باستثناء حاتم، ولهذا سيتم ربطه بالحاج «عزام» عضو مجلس الشعب، وكذلك «زكي باشا» يعنى تغيير فى مضمون الرواية لان وضع حاتم رشيد "الشاذ" وعلاقة بثينة الجنسية بزكي باشا وبصاحب البوتيك و علاقة عبد ربة بحاتم كل هذه العناصر ترتبط كثيرا"بالمورال" اى الدرس المستفاد من الرواية واى تغيير فى هذه الاحداث اوالشخصيات يعتبر مسخ لكل معالم القصه الاصلية .

ارجوا من الدكتور علاء الاسوانى ان يفكر ثانية فى التغيرات المطروحة للقصة وان يتمسك بها كما هى ,لان النسخة اليعقوبيانية التليفزيونية ستكون بعيده كل البعد عن النسخه الاصلية ولا اعتقد ان تغير القصة بهذاالشكل سوف يضيف لها بل على العكس سوف يأخذ منها سوف يكون من الممتع ان نرى عمارة يعقوبيان كل يوم على مدى 30 حلقة بس يجب ان نرها كما هى وليس صورة مطمسة مشوهه من القصة الاصلية .
سيدى لقد احترمنا فيك قوة اصرارك وايمانك بما تكتب كما احببنا اسلوبك وافكارك فلا تدعهم ان يسلبوك هذاالحب والاحترام بسلطان المال واغراءته

Opinion du roman :

'L'Immeuble Yacoubian' est de ces romans qui dès les premiers mots vous saisissent, éveillent vos sens et vous embarquent tout entier dans leur univers. Celui de l'auteur, Alaa Al-Assouani, c'est Le Caire. Il nous transporte dans la chaleur suave d'une cité vibrante, grouillante, parfois âpre, souvent passionnée et torride. Roman du réel, d'un quotidien sans concession, avec nul autre parti pris que celui de donner à la diversité d'un peuple mal connu la chance de s'exprimer, 'L'Immeuble Yacoubian' est une vraie réussite. Les chemins des protagonistes se croisent, se mêlent et se séparent, sur fond de corruption politique, de montée de l'islamisme, de fracture sociale profonde et de soif de liberté sexuelle. Des vieux messieurs qui cherchent le réconfort dans le corps de jeunes filles prêtes à tout pour échapper à la misère, aux hommes d'affaires véreux à l'ambition dévorante, de l'homosexuel à la double vie, au jeune garçon déçu par le système trouvant refuge dans la guerre sainte, l'auteur montre une société égyptienne plus complexe que celle des reportages. La religion tient une place importante, certes, mais les personnages entretiennent avec Dieu des relations multiples et variées : passionnée, aveugle, ambiguë voire hypocrite. Pourtant jamais Alaa Al-Assouani ne cède à la tentation du jugement facile. Avec réalisme et objectivité, il dresse un portrait touchant de personnages luttant pour survivre, vivant, chacun avec leurs armes, leurs craintes et leurs espoirs.

Alors entrez, passez les portes de 'L'Immeuble Yacoubian', laissez-vous envoûter par la poésie sobre des mots et l'ambiance savamment restituée d'une société égyptienne riche et colorée, surprenante et attachante.