Hello world!

Monday, October 23, 2006

!!!!!!!! ما بين "الشهريارى" و"الشهر العقارى"


كانت ألف ليلة وليلة من أمتع القصص لنا كأطفال ، ولم نعبأ أبدًا بمصير العرائس التى كانوا يأتون بها لشهريار ولا بما كان يعانونه ويقاسونه .. مع أن الكثيرات منهن كانت ترغم على الإلتصاق بالملك رغبت أو لم ترغب ، ولم نتوقف كأطفال أو كبار عن مشاعر أو آلام الفتاة التى تعيش ليلة سعيدة ملوكية وفى الصباح كان السيف يلتهم فرحتها وسعادتها إلى الأبد .. !!هذه روايات ألف ليلة وليلة لكن أن نراها ونعيشها من البعض فى مصرنا الحبيبة فهذه هى الطامة الكبرى والمصيبة الأكبر،إن المتهوسين بفكر معين يسخرون كل طاقاتهم الخيرة والشريرة لكى يقدموا كل ليلة عروس مصرية قبطية فى قصر المجهول ومستقبل غامض مهول .. فهذا بالفعل وبالعقل غير معقول ، ولاسيما فى القرن الحادى والعشرين إذ يكتبون السيناريو ويحددون الأبطال ويعدون الطقوس والإحتفال ..إن سطورى هذه ليست ضربا من الخيال ولا إستعراضًا لسطور فى مقال إنما هى حقائق سمعناها وحكاها آباء وأمهات بلا أدنى إفتعال!!لقد حدثت فى الشهور القلائل الماضية حوادث لايصدقها عقل عاقل أو يقرها مجنون عاقل ( كمجنون الإسكندرية ) وكلها تحكى عن فتيات مصريات قبطيات يختفين من الوجود فى لمح البصر ( كأننا نعيش فى حى كرموز بجوار منزل ريا وسكينة ) وقد تكررت تلك الحوادث الواحدة تلو الأخرى وفى جميعها تكون ضحية شهريار عذراء مصرية قبطية ولعل آخرها قصة فتاة الفيوم التى وصفوها بأنها جميلة متعلمة ميسورة الحال والأسرة ، رزينة ليس لها سوابق غرامية غريبة ولا سيما أنها من أسرة متدينة أخرجت أختـًا راهبة فى أحد أديرة إخوتنا الكاثوليك فالخلاصة أن الكل أجمع على نجاحها وذكاءها وثرائها .. ومع هذا نجدها فى أيدى حراس الملك نحو مصيرها المحتوم المجهول "وشهريار" هذه المرة رجل يكبرها بعشرين عاما ومتزوج وله أربعة أولاد وغير متعلم ويتم الزفاف فى قصر المجهول ويسدل الستار عليها وعلى حزن أسرتها ومرارة كل إنسان عاقل أمين لايقبل هذا العبث والخيال !!إن وراء هذا العبث جيوش من علامات التعجب والإستفهام .. كيف وماذا ولماذا؟ ، كيف يحدث هذا ؟ وماذا حدث لنا ؟ ولماذا يتم مع عرائس قبطيات ؟ هل هو الحب الأعمى الذى يقولون عنه ؟ أم أنه الخطف الأعمى أم الحقد الأعمى؟ فى السابق لم نصدق ما قيل عن "مجنون الاسكندرية" الشهير وبالمثل لن نصدق ما قيل عن "مجنون ليلى" هذه المرة وكل مرة مُرة. لقد كتبت الأستاذة – هيام عوده - مقالاً فى صحيفة ايلاف بعنوان " زواج القبطيات إختطافـًا " بتاريخ 31-8-2006 قالت فيه :" ... أما اذا إفترضنا أن الهدف هو الزواج من هذا الرجل المسلم فمن الصعب أن يقتنع أحد بأن فتاة شابة وجميلة ومتعلمة وميسورة الحال ومخطوبة لشاب مسيحى تحبه وتجهز معه لبيت الزوجية – تهرب فجأة مع رجل آخر من غير دينها متزوج ولديه أربعه اولاد ويعانى من ضائقة مادية وصاحب سوابق كما يقولون !! ولتتزوج به زواجـًا عرفيـًا مرفوض من المسلمين أنفسهم !!.. ألا يحق لهم أن يرفضوا زواج ابنتهم عن طريق الإختطاف كما يرفض المسلمون ذلك ؟ " .. كان هذا كلام الأستاذة هيام المسلمة ونقول نحن بالفعل أليس من حق الوالدين أن يرفضوا زواجا ً و زوجًا لا يناسبهم أو يناسب ابنتهم ؟ أليس هذا ما تعلمناه من مصر التقاليد ومصر الأعراف ومصر العادات والأصول ؟ أم كل ذلك تحول لإختطاف وتزييف وحرب عصابات وتاهت العادات وفقدنا الأصول ؟ كيف يحدث؟ وكيف نصمت ؟ كلنا فى ميزان العدالة – مسلمون وأقباط – لكى يسأل كل منا نفسه ويضع ذاته بدلا ً من أمها وأبيها لكى نذوق مدى المرارة والحنظل على جميلة متعلمة وهى فى عش المجهول مع جدها الفاضل " قيس " المصون ؟!!لا يمكن تصديق هذا إن لم تكن الفتاة غير طبيعية – ولأنها فتاة طبيعية وكانت تعد لزفافها بعد أيام قليلة – فنحن نشك فى ذلك الزفاف " الشهريارى " لأنه ضد العقل والمنطق والفكر فكلها تصرخ : ليس فى قاموسنا هذا النوع من الزواج !أتذكر الرجل الطيب جدًا جارنا " أبو حسين" الذى كان يحبنا كأطفال مع أولاده المسلمين وهو يردد عبارته الشهيرة لوالدتى " من يمس أولادكم يمس أولادى لأننا واحد" فكانت تلك العلاقة النظيفة الطيبة من الحاج " أبو حسين " تبعث السلام داخلنا ونحن نلهو - مسلمون وأقباط - فى شارع الطفولة بالحى الفقير .. اليوم نكاد لا نسمع هذه المشاعر الطيبة التى تكاد أيضًا تنعدم وتندر " فعم مصطفى " أو"عم شعبان " لا يحركون ساكنـًا ويصمتون على ما يحدث لإبنة جارهم " عم بطرس " أو " عم دميان " ، أخاف أن تختفى من الوجود عبارتى" بنتكم هى بنتنا - وما يمسكم بالطبع يمسنا " لأن كل من سمع صوت الفتاة وهى فى حوار بقناة ( المحور ) أكد أنها فى حالة غير طبيعية ، فقد إمتزج صوتها بالخوف والضغط والرعب والوعيد ، وفى حوار آخر كان السؤال الموجه لها يقول "هل تتكلمين بحريتك أم أنك تحت ضغط .. فأجابت الفتاة : "الإتنين" ..؟إن ناقوس الخطر يدق وبقوة ، وثمة غيوم ملبـّـدة فى سماء مصرنا ربما تمطر أحداثـًاً نحن فى غنى عنها ، بل كل همنا وشغلنا الشاغل أن يعيش الكل فى سلام وأمان وهدوء ، الذى نراه بعيدا كل البعد بسبب تكرار تلك الأحداث القديمة الجديدة لأنه قد حدثت منذ ما يقرب من العام قصة " كريستين وماريان التى حار الأهل فى الوصول اليهما وبعد عناء ومحاضر وبحث باءت كلها بالفشل الى أن تدخل سيادة الرئيس حسنى مبارك بنفسه لإيجاد الفتاتين اللتين ظهرتا فى اليوم التالى مباشرة وذلك بعد تعاطف سيادته وتاثره بدموع أمهما كاب لكل المصريين .. إن أصابع وعقول وأموال وسلطات ومراكز وراء تلك الأحداث ولسنا نعرف أو نفهم ما الهدف من وراء كل ذلك ؟ وما المصلحة ولمن ؟ وليس من المعقول فى كل مرة أن ندخل كهوفا ونتسلق جبالاً للبحث عن الفتيات القبطيات اللاتى تتغير حياتهن 180 درجة بين ليلة وضحاها ، وليس من المعقول أيضا أن يتدخل رئيسنا – في كل مرة – للتحرى عن هذه القضايا ، بل المسؤول عنها هم من يقومون بالأمن ويعملون فى الوزارة الخاصة به أى وزارة الداخلية.لذلك على كل إنسان حر ذى ضمير حى أن يقف بكل قوة ضد تلك المهازل " الشهريارية " التى نجدها وبسرعة البرق تتم فى مكاتب " الشهرعقارية " ، التى لا تدخل عقل وإن دخلت فسوف تفجره غيظـًا وغرابة ...لقد إدعت كذبـًا والدة " هاملت " بمقتل أبيه من لدغة ثعبان فلم يصدق هاملت الإبن الجريمة إلى أن توصل للحقيقة وعرفها..لذا ندعو كل إنسان مصرى وفىّ أمين مؤمن ألا يصدق إدعاء الشهريار أو الشهرالعقارى بزواج القبطيات بهذه الطريقة ، لأن مثل تلك الحوادث سوف تـولـّد وتفجر أروع بلد عرف التقاليد والعادات والأصول والتآخى بين أبو حسين الرجل الطيب وجاره أبو مرقس الذى ظل يتغنى بتلك المودة والمحبة الوطيدة بينهم لذا نخاف كل الخوف أن يندس الغرباء بيننا ويشعلوا نارا تأكل الأخضر واليابس ، والغنى والبائس ، وتدخلنا جميعـًا فى نفق مظلم دامس !!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home