Hello world!

Friday, November 17, 2006

ليــــــالى شـــــــــــبرا

عندما أفكر فيما شاهدته من أحوال الناس في مصر في زيارتي الأخيرة من حوالي عام، وما أسمعه من اهلى واصدقائى فى مصر، وما أشاهده من مسلسلات، وما اقرأه من أخبار أجدني أمام صورة عن الناس تتناقض تماما مع الصورة التي لا تزال محفورة في ذاكراتي عن الناس الذين عشت معهم وعاشرتهم منذ وعيت لما يدور حولي
كان الإسلام في ذلك الوقت كما هو الآن دين الأغلبية، وكان الناس الذين عشت معهم وعاشرتهم من المسلمين يؤدون الصلوات في أوقاتها ويقيمون الشعائر..

وفي هذه الكلمة سأركز على فترة شبابى ودخولى الجامعه وقد بلغت فيها مبلغ الشباب والوعي الكامل ولكنى لم أنسي أيام الصبا وليالينا الجميلة فى حى شبرا وكان معظم جيراننا مسلمين، وكانوا جزءا من حياتنا كما كنا جزءا من حياتهم نشاركهم ويشاركوننا المناسبات الدينية والعائلية، كان المسلمين يشاركونا احزاننا قبل افراحنا ولم يكن هناك ما يفرق بيننا...

وفي فترة الصبا تعرفت على صديقة العمر وقد تزاملنا في الدارسة الابتدائية والثانوية وكنا سويا فى مدرسة راهبات، وكنا نذاكر معا ونلعب معنا ولم نشعر ابدا باى فرق بيننا كمسيحية ومسلمة بل كنت اصوم رمضان معها كنوع من المشاركة والاحترام وكانت تصلى فى بيتنا دون ادنى مشكلة بل كانت صداقتنا قوية لدرجة ان امها لم تكن تطمئن وتتركها تخرج الا لمنزلنا .

وبعد تخرجي وعملى كان الكثيرون من أصدقائي ومعارفي مسلمين بل كان معظم اصدقائى مسلمين
وكان أولئك جميعا جيران وزملاء دراسة وعمل وغيرهم من الناس العاديين الذين تعاملت معهم في مختلف دروب الحياة مسلمين سمحين بدون تزمت وتطرف..
كان هناك فصل كامل بين الدين والحياة التي يحياها الناس بعضهم مع بعض، ولم يكن الناس على اختلافهم يرددون الكلمات والعبارات الدينية كالببغاوات....... وفي أيام الجمعة لم تكن أبسطة الصلاة تسد الطرق والشوارع دون مبالاة بالمارة على نحو ما يحدث الآن.. ولم تكن مكبرات الصوت تدوي بالآذان والخطب الدينية نهارا وليلا دون مبالاة بالنائمين أو الساهرين للمذاكرة أو العمل.

ولم يقف الإسلام السمح عائقا أمام التيار الليبرالي. وإن كان قد حد من تأجج الأصولية الإسلامية التي أعتنقها مؤسس الأخوان المسلمين حسن البنا الذي نقلها عن الوهابية السعودية التي نشأت وترعرت في بيئة بدوية متقشفة بعيدة كل البعد عن البيئة المعتدلة في مصر التي نما فيها الإسلام السمح، ولم تكن أموال النفط السعودي قد نشرت سموم الأصوليين الإسلامية في مصر والمنطقة عامة..

وكان هناك شيء آخر يعكس السماحة الدينية والدين الصحيح غير التزمت وغير الرجعي.. من مظاهره أن المرأة تبوأت مكانتها إلى جانب الرجل في مجتمع منفتح غير مغلق، فكانت زميلته في المدرسة والعمل، وشريكته في البيت، فكانت النصف المكمل للرجل ولم يفرض عليها أو تلزم نفسها بقيود الحجاب أو النقاب والقعود في البيت مما جعلها تؤدي دورا إيجابيا في الحياة والمجتمع مما أكسب الحياة العائلية استقرارا، والحياة الاجتماعية استقامة خلت من الأنحراف.
ومن مظاهر السماحة الدينية والتدين الصحيح أرتفاع المستوي الأخلاقي بين الناس في جميع معاملاتهم فلم يستشر الفساد كما استشري هذه الأيام. ولم نسمع أو نري أنفلاتا أخلاقيا مثلما حدث في أيام العيد.. ولم نسمح ونحن في الجامعة عن أي شكل من أشكال الانحلال الأخلاقي إلا في حدود تجارب شخصية بسيطة وليس فكرا عاما كما يحدث الان ز
وكان من أبرز مظاهر الإسلام السمح والتدين الصحيح الذي عرفناه في ذلك الوقت العلاقات الودية بين عنصري الأمة فلم يشكو المسيحيون من الاضطهاد والتمييز، ولم نسمع عن حوادث الاعتداء على الكنائس ورجال الدين المسيحي، وإرغام الفيتات المسيحيات على أعتناق الإسلام بأغوائهن وربما باغتصابهن.. وأغراء الشباب بالتحول إلى الإسلام بشتي المغريات..
هكذا كان الإسلام الذي عرفناه والمسلمون الذين عشنا معهم جنبا إلى جنب في مودة وصفاء في القرية وفي المدينة.. وفي الحي الواحد، وفي البيت الواحد. بل في الغرفة الواحدة.. ولا تزال ذكري تلك الأيام العطرة تسعد قلوبنا، وتجعلنا ننظر بأسي إلى ما يحدث الآن في ظل الإسلام الأصولي.. وشتان ما بين الأمس واليوم..
ختاما لابد أن نقول إن الإسلام السمح الصحيح ليس ما يحدث الان فى مصر وليس ما يحدث من اغلبية المسلمين فى بلدان عدة . وبرغم من كونى مسيحية واعيش الان فى بلد مسيحى الا اننى لا احتمل ان اسمع اى هجوم على المسلمين واقول دائما انتم لا تعرفون المسلمون السمحون الذين عشت معهم

1 Comments:

Anonymous Anonymous said...

on comprend rien a la fin, c'est tout en arabe. J'imagine que l'auteur de ce blog est une femme qui devrait faire l'amour tous les soirs a son mari et laver sa voiture qui est tres sale et soigner ses levres.

9:43 AM  

Post a Comment

<< Home